بحـث
هل أنت وفيّ..!؟
صفحة 1 من اصل 1
هل أنت وفيّ..!؟
خلق الوفاء
هل أنت وفيّ..!؟ أراك تستأسد وتقول:طبعا أنا وفيّ...أنا لا أنسى الجميل أبدا.
إنها إجابات طيبة أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك، ولكني أريدك أن تفكر قليلا.. فاني
سوف أسألك خمسة أسئلة وبعدها أعيد السؤال مرة ثانية.. هل أنت وفيّ؟
الوفاء والأسئلة الخمسة
ويتلخص خلق الوفاء في خمسة أسئلة، إذا أجبت عنها جميعا بنعم، فأنت وفيّ، وإذا أجبت عنهم بلا..!!
وهذه الأسئلة هي:
السؤال الأول: هل أنت وفيّ مع الله؟
السؤال الثاني: هل أنت وفيّ مع رسول الله؟
السؤال الثالث: هل أنت وفيّ في تعاملاتك مع الناس؟
السؤال الرابع: هل أنت وفيّ مع من أحسن إليك، وكان له فضل عليك؟
السؤال الخامس: هل أنت وفيّ مع من عرفته خلال رحلة عمرك؟
إذا.. كن معنا بقلبك وعقلك واجعل نيتك أنّ بقراءة هذه الورقات وفهمها تكون وفيّا بمشيئة الله.. هل أنت مستعد!!؟
واليك شعارنا
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"
لا دين لمن لا عهد له"... يا الله!! حديث شديد، ليس المقصود هنا نفي الإسلام
عن من لا عهد له، وأنه لم يعد مسلما، ولكن المقصود أن إيمانك لم يكتمل..
فليكن شعارك
" لا دين لمن لا عهد له".
أولا: الوفاء مع الله
إن من أعظم أنواع الوفاء أن تفي بما أمرك الله به..
أراك تقول:"
بم أفي!؟ فأنا لم أحلف على شيء، لم أعد ربي بشيء" ولكنك أيها الأخ الكريم قد فهمت خطأ!
فهل نسيت نعم الله عليك..؟ انظر كم أنعم الله عليك!!
إنها نعم كثيرة أليس كذلك!؟ ألا تستحق هذه النعم الوفاء..!؟
{ وما بكم من نعمة فمن الله} النحل 53. تخيّل لو أن هناك إنسان ينفق عليه أبوه وأمه ولا
يبخلان عليه بشيء، وثم بعد ذلك تنكّر لهما وأعطاهما ظهره!!!
بما تصف هذا الإنسان!؟ وكيف تنظر إليه!؟
كيف تكون وفيا مع الله..!؟
حتى تكون وفيا مع الله لا بد من ثلاثة أشياء:
الإيمان به، وإخلاص العمل له، العمل بأوامره وترك نواهيه.
إذا تحققت فيك هذه الثلاثة فأنت وفي مع الله عز وجل.
هل تعاهدني الآن أن تأخذ هذه الثلاث أخذ الجد..!؟
يقول الله عز وجل:{ لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزّروه وتوقّروه وتسبّحوه بكرة وأصيلا* إن
الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم، فمن نكث فإنما ينكث
على نفسه ومن أوفى بما عاهد الله عليه فسيؤتيه أجرا عظيما} الفتح 9_10.
ويقول الله عز وجل مخاطبا بني إسرائيل:{ يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم
وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون} البقرة 40.
أين أنت من الوفاء مع الله..!؟
انظرالى وفاء النبي صلى الله عليه وسلم مع الله.. يقوم الليل حتى تتورّم قدماه، فتقول
له السيدة عائشة: يا رسول الله: أما قد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما
تأخر، فيرد عليها بكل وفاء:" أفلا أكون عبدا شكورا"
انك تتودد لمن يكرمك في الدنيا وينعم عليك، وتجتهد في أن تفي له بما أعطاك.. فهل تتودد
لله { ولله المثل الأعلى} النحل60 ...هل تف بعهدك مع الله؟
إن علينا من الواجبات الكثير والكثير لنفي بعهودنا مع الله..
{ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} البقرة 43 ...هل وفيت؟
{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} النور 31 ...هل وفيت؟
{ قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهنّ ولا يبدين زينتهنّ} النور 31 ...هل وفيت؟
أين أنتم من الوفاء مع الله؟ أيها القلب الغافل استيقظ قبل فوات الأوان.
ولا تنسى هذا العهد..!!
يقول الله عز وجل:{ ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين} يس 60.
من ضمن عهودنا مع الله عز وجل عداوة الشيطان.
إياك أن تنسى هذا العهد.. أو تغفل عنه.
أين عداوتك للشيطان..؟! أين وفاؤك بهذا العهد..؟!
أخشى أن تكون وفيا للشيطان..!!
وتكون خائنا للرحمن..!!
يوفون بالنذر...
يقول الله عز وجل:{ يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شرّه مستطيرا} الإنسان 7.
فمن ضمن عهودك مع الله.. النذر، فلا بد أن تفي بهذا النذر، ولقد جاء رجل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أختي نذرت إلى الله أن تحج، وقد ماتت
فماذا أفعل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أرأيت إن كان على أختك دين أكنت
قاضيه؟" قال: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"فاقض الله في دينه، فان
الله أحق بالوفاء". رواه البخاري 6699.
نذرنا كثيرا لله ولم نوف أليس كذلك..!؟
ابدأ من جديد.. وعظم هذا الحق انه من حق الله.. والله أحق بالوفاء.
(وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها)
ومن بين عهودك مع الله أنك إذا
حلفت، أو أقسمت أن تنفذ وتفي بقسمك، يقول الله عز وجل:
{ وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد
جعلتم الله عليكم كفيلا} النحل 91.
لا بد أن
تفي إذا وعدت أو إذا حلفت، وان لم تفعل فإليك حديث النبي صلى الله عليه
وسلم:" ثلاثة أنا خصيمهم يوم القيامة" منهم :" ورجل أعطى بي ثم غدر".
أعطى بي يعني: أعطى عهدا وحلف.. والله سوف افعل كذا وكذا وكذا ثم غدر.
والآن هل أنت راض عن نفسك!!؟
خلاصة الوفاء مع الله..
أن تؤمن به.
وأن تخلص العمل له.
أن تعمل بأوامره وتنزل نواهيه.
ثانيا: الوفاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الوفاء
مع النبي صلى صلى الله عليه وسلم الآن يكون باتباع سنته وبالاقتداء به، واليك
وفاء الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وفاء الفاروق
نعرف جميعا ما الذي حدث بين النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر الصديق أثناء الهجرة مع
سراقة بن مالك حينما قال النبي لسراقة "اذهب يا سراقة ولك سواري كسرى".
وأسلم سراقة
بعد ذلك، ومات النبي صلى الله عليه وسلم، ومات أبو بكر رضي الله عنه، وجاء
عمر وفتحت المدائن، وجاءت كنوز كسرى، ووضعت في المسجد النبوي، ويقف عمر بن
الخطاب قائلا: أين سراقة!؟ فيقول سراقة: نعم يا أمير المؤمنين، فيعطيه عمر
وعد رسول الله ..سواري كسرى.. فيأخذها سراقة ويبكي ويضج المسجد بالبكاء.
هل وفى الفاروق..!؟ بعد خمسة عشر أو ستة عشر عاما يفي عمر بالوعد.. والملاحظة أن
الجميع يعلم الوعد، والله انك تشهد بأنهم كلهم أوفياء مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
ثالثا: الوفاء مع الناس في تعاملك معهم
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" المسلمون عند شروطهم". طالما اتفقت على شيء فلا بد أن
تنفذه، ومن علامات النفاق الغدر بعد العهد، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"
أربع من كنّ فيه فهو منافق.. وإذا عاهد غدر.."
ويقول الله عز وجل:{ وأوفوا بالعهد، إن العهد كان مسئولا} الإسراء 34.
إن الحديث عن الوفاء مع الناس حديث له شجون.. فكم أخلفنا.. وكم غدرنا.. وكم خنّا..
"أصلحوا فيما بقي يصلح الله لكم ما مضى".
ديون معدومة..!!
في لغة الأرقام والحسابات نسمع كلمة: ديون معدومة، وحينما تذكر هذه الكلمة فمعناها:
أننا لن نستطيع تحصيلها من المدينين.. أرادك قد أسقطت الكلام على واقعنا
وفهمت المقصود..!! فلقد استدنّا كثيرا، ولكن كم مرة وفينا ورددنا هذا
الدين..؟ لن تجد إجابة.. أما قلت لك: ديون معدومة..!!
يقول النبي
صلى الله عليه وسلم:" يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين" .
يا الله..
من المشكلات العظيمة للأموال مشكلة الديون.. إنها عند الله عظيمة، فكل الذنوب
تغفر للشهيد إلا الدين.
ولذلك أنظر إلى خوف المسلمين قديما من هذه القضية، فلقد كان ينادى على المجاهدين في سبيل
الله:" من كان عليه دين فليرجع".
أخي الحبيب.. اسمع.. ينادى عليك:
" من كان عليه دين فليرجع" أراك تتعجب وتقول: ماذا تقصد؟
أخي الحبيب، اذا همّت نفسك بمعصية فناد عليها:
" من كان علبه دين فليرجع" ارجع يا أخي عن المعصية، فان أجدادك المسلمين المجاهدين
كانوا يرجعون، ولا يجاهدون في سبيل الله بسبب الدّين، بالرغم من أنهم
يستشهدون في سبيل الله، ولكن يغفر للشهيد كل ذنب الا الدين.
فما بالك أنت بالمعاصي؟ ترجع أم لا؟
يا أخي ينادى عليك كل لحظة: من كان عليه دين فليرجع.
ارجع عن غفلتك عن الله..
يا أخي خف على نفسك أن تموت وعليك دين، حتى وان كنت شهيدا، فما بالك ان مت على معصية ..
وأنت غافل..
ان الدّين
أمر ثقيل.. ومع ذلك تضيف اليه معاصي وغفلة و.. إياك أن تكون من هواة حمل الأثقال!!
حالنا اليوم
ان قضية الدّين قضية هامة جدا،
ولذلك لا يجوز أن تستدين الا في الأشياء القاهرة.. الضرورية جدا جدا.. ولكن
انظر الى حالنا اليوم: فالزوجة مثلا التي لا تخرج من بيتها تطلب من زوجها
المحمول.. لماذا؟
"لأن صديقاتي كلهن عندهن محمول.. وأنا لست أقل منهن!!" وانظر الى طلبة الجامعة..
كل ستة أشهر تطلب من أبيها أن يغير المحمول.. لماذا؟ لأن الأصفر أحلى من الأحمر!!
سبحان الله! وربما استدان الأب.. استدان الزوج..
فالأقساط دين.. ومن يوفي هذه الديون؟ ثم تأتي فاتورة التلفون وتكون الطامة الكبرى.
انني أريد أن نضع كل هذا تحت بند الوفاء.. كل شيء في حياتنا واننا جميعا مخاطبون.. وقد
أكون أنا أولكم.ز فانني لست في برج عال.. ان الأمر الجميل في هذا الخلق، وفي
كل الأخلاق أننا نحب جميعا أن نتقدم خطوة للأمام مع كل خلق.. ولا أقول عشرون
خطوة.." ان خير الأعمال أدومها وان قل" ونصيحتي لك: اياك أن تكون مثل
الألمينيوم..!! فانه يسخن ويبرد بسرعة..!! واياك أن تأخذك الحماسة الوقتية..
يدي في يديك لنتقدّم الى الأمام.. رويدا رويدا لا ببطء السلحفاة، ولا بسرعة
الصاروخ، ولكن أنت ترمومتر لنفسك!!!
أشياء تحتاج للوفاء.
القروض وما أدراك ما القروض..
شيكات مضروبة..
عقود الشركات التي يتبارى المحامون في وضع الثغرات واللف والدوران..
تأخذ خط
شركة (..) للمحمول وحينما تاتي الفاتورة لا تدفع، ثم تفتح خطا جديدا..
لهؤلاء.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" أيما رجل استدان دينا لا يريد أن يؤدي الى
صاحبه حقه ( خدعه حتى أخذ ماله) فمات لقي الله يوم القيامة سارقا".
أما جاء اليوم الذي تجلس فيه مع نفسك وتصارحها وتصارحك.. ويكون الندم على ما فات..
وتأخذ عهدا على نفسك أن توفي الحقوق التي عليك جميعا..
" والتائب من الذنب كمن لا ذنب له".
مواعيد ضائعة
وان من الوفاء مع الناس: الوفاء في المواعيد، ولنا بلا استثناء عندنا مشاكل في
المواعيد، الا من رحمه الله.. انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم.. يقول
عبدالله بن أبي الحمساء: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يبعث ( أي
قبل الاسلام) بيعة وبقي عليّ بقية.. فواعدته في المكان الذي هو فيه أن آتيه
بها، ثم نسيت وتذكرت بعد ثلاثة أيام.. فعدت فوجدته في مكانه صلى الله عليه
وسلم فنظر الي فقال:" يا فتى لقد شفقت عليّ، أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك"
انه رسول الله صلى الله عليه وسلم حبيبنا.. فهيا انهلوا من ميراثه صلى الله عليه وسلم
واعلموا أن أحق الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم من اقتدى به.. فهل الأب الذي
يعد أبناءه بـ (..) ثم لا يف، هل اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ أراك أيها
الأب الحبيب تقول: ولكن هناك أعذار.. هناك ظروف..
أيها الأب الحبيب.. لقد قلنا منذ قليل: أنت ترمومتر نفسك!! بالله عليك اياك أن تعد
أبناءك وعدا لا تف به، واعلم أن الطفل لو تكرر له العذر صار كذبة!!!
يا الله.. أرى بعضكم يقول: انا كنا نظن أننا أوفياء بالمواعيد! فاننا نعتذر ان تأخرنا
أو تخلفنا عن الموعد.
وعند انتظارنا لأحد وتأخر علينا، نسمح له بربع ساعة
منقووووووووووووووول
هل أنت وفيّ..!؟ أراك تستأسد وتقول:طبعا أنا وفيّ...أنا لا أنسى الجميل أبدا.
إنها إجابات طيبة أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك، ولكني أريدك أن تفكر قليلا.. فاني
سوف أسألك خمسة أسئلة وبعدها أعيد السؤال مرة ثانية.. هل أنت وفيّ؟
الوفاء والأسئلة الخمسة
ويتلخص خلق الوفاء في خمسة أسئلة، إذا أجبت عنها جميعا بنعم، فأنت وفيّ، وإذا أجبت عنهم بلا..!!
وهذه الأسئلة هي:
السؤال الأول: هل أنت وفيّ مع الله؟
السؤال الثاني: هل أنت وفيّ مع رسول الله؟
السؤال الثالث: هل أنت وفيّ في تعاملاتك مع الناس؟
السؤال الرابع: هل أنت وفيّ مع من أحسن إليك، وكان له فضل عليك؟
السؤال الخامس: هل أنت وفيّ مع من عرفته خلال رحلة عمرك؟
إذا.. كن معنا بقلبك وعقلك واجعل نيتك أنّ بقراءة هذه الورقات وفهمها تكون وفيّا بمشيئة الله.. هل أنت مستعد!!؟
واليك شعارنا
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"
لا دين لمن لا عهد له"... يا الله!! حديث شديد، ليس المقصود هنا نفي الإسلام
عن من لا عهد له، وأنه لم يعد مسلما، ولكن المقصود أن إيمانك لم يكتمل..
فليكن شعارك
" لا دين لمن لا عهد له".
أولا: الوفاء مع الله
إن من أعظم أنواع الوفاء أن تفي بما أمرك الله به..
أراك تقول:"
بم أفي!؟ فأنا لم أحلف على شيء، لم أعد ربي بشيء" ولكنك أيها الأخ الكريم قد فهمت خطأ!
فهل نسيت نعم الله عليك..؟ انظر كم أنعم الله عليك!!
إنها نعم كثيرة أليس كذلك!؟ ألا تستحق هذه النعم الوفاء..!؟
{ وما بكم من نعمة فمن الله} النحل 53. تخيّل لو أن هناك إنسان ينفق عليه أبوه وأمه ولا
يبخلان عليه بشيء، وثم بعد ذلك تنكّر لهما وأعطاهما ظهره!!!
بما تصف هذا الإنسان!؟ وكيف تنظر إليه!؟
كيف تكون وفيا مع الله..!؟
حتى تكون وفيا مع الله لا بد من ثلاثة أشياء:
الإيمان به، وإخلاص العمل له، العمل بأوامره وترك نواهيه.
إذا تحققت فيك هذه الثلاثة فأنت وفي مع الله عز وجل.
هل تعاهدني الآن أن تأخذ هذه الثلاث أخذ الجد..!؟
يقول الله عز وجل:{ لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزّروه وتوقّروه وتسبّحوه بكرة وأصيلا* إن
الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم، فمن نكث فإنما ينكث
على نفسه ومن أوفى بما عاهد الله عليه فسيؤتيه أجرا عظيما} الفتح 9_10.
ويقول الله عز وجل مخاطبا بني إسرائيل:{ يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم
وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون} البقرة 40.
أين أنت من الوفاء مع الله..!؟
انظرالى وفاء النبي صلى الله عليه وسلم مع الله.. يقوم الليل حتى تتورّم قدماه، فتقول
له السيدة عائشة: يا رسول الله: أما قد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما
تأخر، فيرد عليها بكل وفاء:" أفلا أكون عبدا شكورا"
انك تتودد لمن يكرمك في الدنيا وينعم عليك، وتجتهد في أن تفي له بما أعطاك.. فهل تتودد
لله { ولله المثل الأعلى} النحل60 ...هل تف بعهدك مع الله؟
إن علينا من الواجبات الكثير والكثير لنفي بعهودنا مع الله..
{ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} البقرة 43 ...هل وفيت؟
{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} النور 31 ...هل وفيت؟
{ قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهنّ ولا يبدين زينتهنّ} النور 31 ...هل وفيت؟
أين أنتم من الوفاء مع الله؟ أيها القلب الغافل استيقظ قبل فوات الأوان.
ولا تنسى هذا العهد..!!
يقول الله عز وجل:{ ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين} يس 60.
من ضمن عهودنا مع الله عز وجل عداوة الشيطان.
إياك أن تنسى هذا العهد.. أو تغفل عنه.
أين عداوتك للشيطان..؟! أين وفاؤك بهذا العهد..؟!
أخشى أن تكون وفيا للشيطان..!!
وتكون خائنا للرحمن..!!
يوفون بالنذر...
يقول الله عز وجل:{ يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شرّه مستطيرا} الإنسان 7.
فمن ضمن عهودك مع الله.. النذر، فلا بد أن تفي بهذا النذر، ولقد جاء رجل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أختي نذرت إلى الله أن تحج، وقد ماتت
فماذا أفعل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أرأيت إن كان على أختك دين أكنت
قاضيه؟" قال: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"فاقض الله في دينه، فان
الله أحق بالوفاء". رواه البخاري 6699.
نذرنا كثيرا لله ولم نوف أليس كذلك..!؟
ابدأ من جديد.. وعظم هذا الحق انه من حق الله.. والله أحق بالوفاء.
(وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها)
ومن بين عهودك مع الله أنك إذا
حلفت، أو أقسمت أن تنفذ وتفي بقسمك، يقول الله عز وجل:
{ وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد
جعلتم الله عليكم كفيلا} النحل 91.
لا بد أن
تفي إذا وعدت أو إذا حلفت، وان لم تفعل فإليك حديث النبي صلى الله عليه
وسلم:" ثلاثة أنا خصيمهم يوم القيامة" منهم :" ورجل أعطى بي ثم غدر".
أعطى بي يعني: أعطى عهدا وحلف.. والله سوف افعل كذا وكذا وكذا ثم غدر.
والآن هل أنت راض عن نفسك!!؟
خلاصة الوفاء مع الله..
أن تؤمن به.
وأن تخلص العمل له.
أن تعمل بأوامره وتنزل نواهيه.
ثانيا: الوفاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الوفاء
مع النبي صلى صلى الله عليه وسلم الآن يكون باتباع سنته وبالاقتداء به، واليك
وفاء الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وفاء الفاروق
نعرف جميعا ما الذي حدث بين النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر الصديق أثناء الهجرة مع
سراقة بن مالك حينما قال النبي لسراقة "اذهب يا سراقة ولك سواري كسرى".
وأسلم سراقة
بعد ذلك، ومات النبي صلى الله عليه وسلم، ومات أبو بكر رضي الله عنه، وجاء
عمر وفتحت المدائن، وجاءت كنوز كسرى، ووضعت في المسجد النبوي، ويقف عمر بن
الخطاب قائلا: أين سراقة!؟ فيقول سراقة: نعم يا أمير المؤمنين، فيعطيه عمر
وعد رسول الله ..سواري كسرى.. فيأخذها سراقة ويبكي ويضج المسجد بالبكاء.
هل وفى الفاروق..!؟ بعد خمسة عشر أو ستة عشر عاما يفي عمر بالوعد.. والملاحظة أن
الجميع يعلم الوعد، والله انك تشهد بأنهم كلهم أوفياء مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
ثالثا: الوفاء مع الناس في تعاملك معهم
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" المسلمون عند شروطهم". طالما اتفقت على شيء فلا بد أن
تنفذه، ومن علامات النفاق الغدر بعد العهد، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"
أربع من كنّ فيه فهو منافق.. وإذا عاهد غدر.."
ويقول الله عز وجل:{ وأوفوا بالعهد، إن العهد كان مسئولا} الإسراء 34.
إن الحديث عن الوفاء مع الناس حديث له شجون.. فكم أخلفنا.. وكم غدرنا.. وكم خنّا..
"أصلحوا فيما بقي يصلح الله لكم ما مضى".
ديون معدومة..!!
في لغة الأرقام والحسابات نسمع كلمة: ديون معدومة، وحينما تذكر هذه الكلمة فمعناها:
أننا لن نستطيع تحصيلها من المدينين.. أرادك قد أسقطت الكلام على واقعنا
وفهمت المقصود..!! فلقد استدنّا كثيرا، ولكن كم مرة وفينا ورددنا هذا
الدين..؟ لن تجد إجابة.. أما قلت لك: ديون معدومة..!!
يقول النبي
صلى الله عليه وسلم:" يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين" .
يا الله..
من المشكلات العظيمة للأموال مشكلة الديون.. إنها عند الله عظيمة، فكل الذنوب
تغفر للشهيد إلا الدين.
ولذلك أنظر إلى خوف المسلمين قديما من هذه القضية، فلقد كان ينادى على المجاهدين في سبيل
الله:" من كان عليه دين فليرجع".
أخي الحبيب.. اسمع.. ينادى عليك:
" من كان عليه دين فليرجع" أراك تتعجب وتقول: ماذا تقصد؟
أخي الحبيب، اذا همّت نفسك بمعصية فناد عليها:
" من كان علبه دين فليرجع" ارجع يا أخي عن المعصية، فان أجدادك المسلمين المجاهدين
كانوا يرجعون، ولا يجاهدون في سبيل الله بسبب الدّين، بالرغم من أنهم
يستشهدون في سبيل الله، ولكن يغفر للشهيد كل ذنب الا الدين.
فما بالك أنت بالمعاصي؟ ترجع أم لا؟
يا أخي ينادى عليك كل لحظة: من كان عليه دين فليرجع.
ارجع عن غفلتك عن الله..
يا أخي خف على نفسك أن تموت وعليك دين، حتى وان كنت شهيدا، فما بالك ان مت على معصية ..
وأنت غافل..
ان الدّين
أمر ثقيل.. ومع ذلك تضيف اليه معاصي وغفلة و.. إياك أن تكون من هواة حمل الأثقال!!
حالنا اليوم
ان قضية الدّين قضية هامة جدا،
ولذلك لا يجوز أن تستدين الا في الأشياء القاهرة.. الضرورية جدا جدا.. ولكن
انظر الى حالنا اليوم: فالزوجة مثلا التي لا تخرج من بيتها تطلب من زوجها
المحمول.. لماذا؟
"لأن صديقاتي كلهن عندهن محمول.. وأنا لست أقل منهن!!" وانظر الى طلبة الجامعة..
كل ستة أشهر تطلب من أبيها أن يغير المحمول.. لماذا؟ لأن الأصفر أحلى من الأحمر!!
سبحان الله! وربما استدان الأب.. استدان الزوج..
فالأقساط دين.. ومن يوفي هذه الديون؟ ثم تأتي فاتورة التلفون وتكون الطامة الكبرى.
انني أريد أن نضع كل هذا تحت بند الوفاء.. كل شيء في حياتنا واننا جميعا مخاطبون.. وقد
أكون أنا أولكم.ز فانني لست في برج عال.. ان الأمر الجميل في هذا الخلق، وفي
كل الأخلاق أننا نحب جميعا أن نتقدم خطوة للأمام مع كل خلق.. ولا أقول عشرون
خطوة.." ان خير الأعمال أدومها وان قل" ونصيحتي لك: اياك أن تكون مثل
الألمينيوم..!! فانه يسخن ويبرد بسرعة..!! واياك أن تأخذك الحماسة الوقتية..
يدي في يديك لنتقدّم الى الأمام.. رويدا رويدا لا ببطء السلحفاة، ولا بسرعة
الصاروخ، ولكن أنت ترمومتر لنفسك!!!
أشياء تحتاج للوفاء.
القروض وما أدراك ما القروض..
شيكات مضروبة..
عقود الشركات التي يتبارى المحامون في وضع الثغرات واللف والدوران..
تأخذ خط
شركة (..) للمحمول وحينما تاتي الفاتورة لا تدفع، ثم تفتح خطا جديدا..
لهؤلاء.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" أيما رجل استدان دينا لا يريد أن يؤدي الى
صاحبه حقه ( خدعه حتى أخذ ماله) فمات لقي الله يوم القيامة سارقا".
أما جاء اليوم الذي تجلس فيه مع نفسك وتصارحها وتصارحك.. ويكون الندم على ما فات..
وتأخذ عهدا على نفسك أن توفي الحقوق التي عليك جميعا..
" والتائب من الذنب كمن لا ذنب له".
مواعيد ضائعة
وان من الوفاء مع الناس: الوفاء في المواعيد، ولنا بلا استثناء عندنا مشاكل في
المواعيد، الا من رحمه الله.. انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم.. يقول
عبدالله بن أبي الحمساء: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يبعث ( أي
قبل الاسلام) بيعة وبقي عليّ بقية.. فواعدته في المكان الذي هو فيه أن آتيه
بها، ثم نسيت وتذكرت بعد ثلاثة أيام.. فعدت فوجدته في مكانه صلى الله عليه
وسلم فنظر الي فقال:" يا فتى لقد شفقت عليّ، أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك"
انه رسول الله صلى الله عليه وسلم حبيبنا.. فهيا انهلوا من ميراثه صلى الله عليه وسلم
واعلموا أن أحق الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم من اقتدى به.. فهل الأب الذي
يعد أبناءه بـ (..) ثم لا يف، هل اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ أراك أيها
الأب الحبيب تقول: ولكن هناك أعذار.. هناك ظروف..
أيها الأب الحبيب.. لقد قلنا منذ قليل: أنت ترمومتر نفسك!! بالله عليك اياك أن تعد
أبناءك وعدا لا تف به، واعلم أن الطفل لو تكرر له العذر صار كذبة!!!
يا الله.. أرى بعضكم يقول: انا كنا نظن أننا أوفياء بالمواعيد! فاننا نعتذر ان تأخرنا
أو تخلفنا عن الموعد.
وعند انتظارنا لأحد وتأخر علينا، نسمح له بربع ساعة
منقووووووووووووووول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى